Skip to content

بين مطرقة الماء وسندان الكهرباء يموت أهالي الحسكة عطشاً.

تقع مدينة الحسكة في شمال شرق سوريا على نهري الخابور وجقجق ومن أهم المدن فيها القامشلي والشدادي والمالكية ورأس العين واليعربية وعامودا، بالإضافة لآلاف القرى التي تتموضع حول المصادر المائية أهمها نهر الخابور والذي يدخل من حدود المحافظة الشمالية في منطقة رأس العين ليتجه جنوباً مروراً بمركز المدينة وصولاً لنهر الفرات في منطقة البصيرة شرق ديرالزور، وتنتشر على رقعة المحافظة الكثير من الينابيع أيضاً أبرزها ينابيع رأس العين الكبريتية بالإضافة للبحيرات الطبيعية كبحيرة الخاتونية وتعد مصادر المياه تلك بمثابة الشريان الرئيسي الذي يغذي المحافظة بشكلٍ كبير فغالب سكان الحسكة يعمل بزراعة القمح والقطن والخضار وغيرها وتصنف الحسكة رسمياً ضمن المحافظات النامية في سوريا.

أهم مصادر المياه وأسباب انخفاض منسوبها:

في الوقت الذي تتنوع فيه المحاصيل الزراعية في المحافظة تتميز محافظة الحسكة بكثرة الينابيع والأنهار كنهر جرجب والزركان وجغجغ والتي تصب كلها بنهر واحد وهو الخابور المشكل نتيجة تجمع مياه عدة ينابيع في منطقة رأس العين كعين الكبريت وعين الحصان وعين الفوارة وعين الزرقاء وعين المالحة، ويعد الخابور من أكبر وأطول تلك الأنهار حيث يبلغ إجمالي طوله من المنبع إلى المصب 442 كم وعرض سريره بين 28 _50 متر، وتعد الأمطار هي المصدر الرئيسي للتغذية المائية لأغلب الأنهار والينايع التي تغلب عليها الطبيعة الكارستية مما يسبب انخفاضاً كبيراً بمنسوب المياه السطحية بينما ينخفض منسوب المياه الجوفية نتيجة حفر الآبار العشوائية بكثرة، الأمر الذي يؤثر سلباً على سد حاجة الأهالي من المياه.

أزمة المياه داخل المدينة وتورط قسد :

ومع نقص منسوب المياه بشكلٍ عام شهدت مدينة الحسكة خلال الفترة الماضية معاناة كبيرة لدى الأهالي نتيجة انقطاع المياه عن غالب أحياء المدينة كالصالحية والمفتي وخشمان لمدة قد تصل أحياناً إلى 20 يوماً متتالياً بسبب توقف محطة مياه “علوك” عن الضخ مما اضطرَّ الأهالي لنقل ما يحتاجونه من مياه عن طريق العلب الصغيرة “البيدونات” وسط أزمة تشهدها المدينة على المناهل والصهاريج في ظل انتشار فيروس كورونا مع عدم اتخاذ أيٍ من إجراءات السلامة، ويعود توقف محطة “علوك” عن العمل بسبب عدم تغذيتها من المحطات الكهربائية التي تسيطر عليها قسد حيث تتغذى مضخات مياه “علوك” من مصدرين الأول: خط محطة توليد سد تشرين، والثاني: خط محطة تحويل كهرباء الدرباسية، يحدث ذلك في محافظة الحسكة تلك المحافظة الغنية بالثروات النفطية والزراعية ولكن الفساد والسرقات حرمت أبناء المنطقة من أبسط وأهم حقوقهم كما يقول الأهالي.

وفي ظل هذه المعاناة والمأساة وفي هذا الوقت العصيب بات سكان مدينة الحسكة أسرى حقيقيون بفعل قطرات من مياه الشرب لتكون تلك الأزمة مهددةً ما يقارب النصف مليون إنسان في مشهد كارثي تقف خلفه قسد مستغلةً تلك المحنة لتمرير ما يجول في خاطرها من توجيه الرأي العام لدى الأهالي من المطالبة بحقوقهم إلى استعداء فصائل الجيش الوطني المدعوم بالقوات التركية.

This Post Has 0 Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top